Test Footer 2


مسرحية هزلية


مسرحيةهزلية



بقلم الدكتور / مصطفى فايز
كلية الطب البيطري جامعة قناة السويس

لم أشاهد مسرحية هزليه أكثر من مسرحية اللحوم المهرمنة ... ولم أسمع قولاً باطلاً مثل قولهم
احذرو اللحوم المهرمنة !..احذرو اللحوم المسرطنة !
ولكن بالله عليك ماذا أفعل وقد تم الحكم على بأن أكون أحد اللاعبين في هذه المسرحية وماذا أفعل إذا كانت اللحوم المقصودة لا تحتوى على هرمونات ولا تسبب السرطانات ؟
ماذا أفعل؟
هل أخالف الناس كلها وأخالف الإعلام القوى والمسيطر وصاحب السلطة الآولى والأخيرة ؟
وليس صاحب السلطة الرابعة فقط.؟هل أقول الحق وأصبح غربيا,أم اقول الباطل وأصبح قريب؟
ماذا أفعل وقد ملأت القنوات الفضائية والزراعية الدنيا ضجيجاً وصباحأ بدعوى الحفاظ
على صحة المواطن وحق المستهلك وأنه لابد من إعدام اللحوم المهرمنة .. ولابد من
القصاص من مافيا اللحوم المسرطنة ماذا أفعل ؟
هل أقول الصدق وأتعرض لمشاكل الاستيراد ومافيا اللحوم ومتاهات بورصه اللحوم؟
هل أقول ما يقوله الناس ولا أكون إمعة؟
هل أقول مثل ما يقول الإعلام ولا أنكر أم أفكر وأقول ما أعرفه وما أؤمن به
وما أعتقد أنه الحق ؟
المهم تذكرت عهدى لله في حرب 6 أكتوبر وأنا في القنطرة شرق وأحبائى يستشهدون من
حولى لأن يارب نصرتنا وسلمتنا وأحييتنا وحفظتنا لأن أقول الحق وأعمل به ما أحييتنى
فقد كنا جميعا وضعنا أرواحنا على ايادينا وسلمناها إلى خالقنا فداءً لأوطاننا
تذكرت عهدى وقررت أن لا أخون عهدى وأن أعمل بما أمرني به ربي ..
وأن أقوم بدورى في المسرحية بناءً على هذا العهد, فالحياة كلها مسرحية
ولن يسلم فيها ولن يسلم منها إلا الذي يعمل لما بعد المسرحية .
الحياة الحقة الخالدة .. ولكن بما أننا في الدنيا على خشبة المسرح فتعال معي سريعاً
نعرف موضوع المسرحية.. ونتعرف على شخصيات المسرحية موضوع المسرحية
هو اللحوم المهرمنة وهو موضوع كما ترى وتسمع كل واحد برأى وبمفاهيم واختلط فيه الباطل مع الحق
وحتى تعرف الحق يجب أن تكون مثل القاضى الذي لا يهتم بالأشخاص ولا يعرف الخصوم
ويستبعد هواه ومعتقداته الا معتقد واحد وهو جلا الحقيقة ومعرفة الحق ..
ولذا هو يهتم فقط بالأدلة وبالوثائق ويعرف جوانب الحكم والحيثيات المهمة ثم يرجع للقوانين
والوثائق والدساتير ويحكم بعد ذلك بالبراهين مستنداً إلى القوانين المعتمدة والمراجع الملزمة.
من أجل هذا فإن موضوع اللحوم المهرمنة يرجع فيه المختصين إلى الهيئات والمنظمات والدساتير الأتية :





هيئة الغذاء والدواء.. منظمة الصحة العالمية..دستور مواصفات الأغذية.. منظمة الفاو ومنظمة الأغذية والزراعة..
الدساتير البيطرية لمواصفات اللحوم في الدول المرجعية مثل أمريكا وكندا واستراليا
بالرجوع إلى هذه الهيئات أفادت كل هذه المنظمات العالمية حيواناتها بالهرمونات وأوضحت
شارحة ومسببة أن البحوث والدراسات العلمية..أفادت بأن هذه الهرمونات

 لا تصل إلى الانسان
الذي يتناول اللحم لأنها تخرج من جسم الحيوان قبل أن يصل لحمه إلى مائدة طعام الانسان,
وطبعاً المواطنين في أمريكا وكندا واستراليا يعرفون صحة هذه الحقائق لأن إعلامهم
ومنظماتهم ودساتيرهم  والهيئات المختصة عندهم تنشر وإلا تقع عليهم المسائلة القانونية..معنى هذا
إن استخدام الهرمونات في تربية العجول موضوع تم فيه فصل الخطاب بصلاحية لحوم
الحيوانات التي تم تربيتها في هذه النظم وأن لحومها لن تضر المستهلك. وقد أعتمدت الهيئات
المنظمة والمشرعة على حقيقتين أساسيتين :
الأولى: أن هذه الهرمونات تختفى من لحوم الحيوانات بعد أيام معدودة من إعطائها
الثانية: أن هذه الهرمونات إذا كانت في اللحم فهي لن تضر المستهلك هناك حقيقة ثالثة تهمنا
نحن في مصر بصرف النظر عن الحقائق العالمية وهي أن العجول التي تم استيرادها
من المراعى المفتوحة في استراليا(36 ألف عجل) أن ثلاثين ألف عجل منها لم تتم معاملتها
بالهرمونات ولا يوجد فيهم آلاف كبسولة خلف الأذن(90% من العجول )
وأن أقل من 15آلف عجل هي التي عوملت بالهرمونات الطبيعية وتم تحيليل الكبسولة ووجد فيها
بقايا الهرمونات الطبيعية وتم تحليل الهرمونات التي في اللحوم ووجد أن الهرمونات ذهبت منذ
زمان مع الميتابوليزم (العمليات الحيوية) ومع الإخراجات والبول..

.. إذا أين المشكلة ؟
لمذا تم إرهاب وإرعاب الشعب المصرى من اللحوم المهرمنة ومن العجول المسرطنة؟
لماذا قيل أن هذه اللحوم مسرطنة وممرضة وتحول الذكور إلى إناث والإناث إلى ذكور..
هذا هو موضوع المسرحية الباطل الذى يلبس ثوب الحق أو الحق الذى لا يستطيع أن يظهر
من كثرة الباطل.. إنما تعال نتعرف على المهم فنستفيد كثيراً منه في كل مناحى الحياة التي
نعيشها الآن تعال نتعرف على أبطال المسرحية وهم الآتون بعد :
البطل الآول: الإعلام الشرير:الذى ملأ الدنيا ضجيجاً وازعاجا وأعلن الاكتشاف الرهيب
والمؤامرة الكبرى ونشر الرعب من اللحوم المهرمنة ومن فقد الرجال للرجولة والإناث
للإنوثة وذلك بدون أى وثائق ولا مستندات

البطل الثانى: .وزارة الصحة وهي قامت بدور التابع للإعلام ولم تفكر ولم ترجع إلى المراجع
بل أفادت وبكل الوضوح أن اللحوم المهرمنة ضارة بالمصريين ولا تصلح للإستهلاك ويجب
إعدامها وذلك أيضا بدون أى مستند علمى معتمد أو وثيقة مرجعية.. الشخصية الثالثة
(الشركتان المستوردتان) وهو هنا يظهر في صورة الظالم من أنه المظلوم ويظهر في صورة
الغانم مع أنه الغارم فهو في الحقيقة قد استورد أفضل العجول من أفضل مراعى ومن قارة بعيدة
شبة خالية من الأمراض المعدية ومن الأوبئة الفتاكة واستورد عجولاً يتوافر منها كل مواصفات
الجودة ويظهر عليها جميع الفحوصات وأجرى عليها كل الاختبارات ثم بعد ذلك تم عمل جميع
التحليلات اللازمة عليها وايضا جميع التحليلات الغير لازمه وذلك بحجة ان ذلك بحجة أن ذلك
إجراء احترازى من أجل سلامة الشعب والرجال والنساء.. تم بعد ذلك تم الأمر من هيئة
الخدماتالبيطريةبوقفالذبح ووضع الشحنة كلها تحت التحفظ حتى يتم التأكد من سلامة
المضبوطات وعدم صحة الاكشافات الهرمونية!!. هذه الشخصية تهانى يوميا من تكاليف تعليف
فوق 36 ألف عجل وكل عجل يأكل يوميا بما يزيد عن 30 جنيها يعني تكلفة يومية مليون جنيه
هذه الشخصية الغير محورية فى المسرحية تعانى أيضا من الضغوط والشائعات أنها استوردت
عجولا لتنشر المرض فى الأنسان والأوبئة فى الحيوانات لأن هذه العجول محملة بأوبئة حيوانية
من استراليا وتم الإعلان فى الصحف أن هذه العجول بها مرض اللسان الأزرق الذي سينتشر
في مصروهذا المرض يصيب الغنم ولا يسبب المرض للبقر وهذه الشخصية تدفع
يوميا تكاليف العمالة والإيواء والإقامة لكل من في المحجر والمجزر وقد تدفع أيضا تكاليف
الخبراء الأستراليين المسئولين عن سلامة هذه الشحنة ووصولها بحالة جيدة الى مائدة المستهلك المصري.

فالقوانين الأسترالية فى نظم التربية والمعاملات صارمة وصحيحة . وكما قال الخبير الأسترالي
ريتشارد المصاب للشحنة عن الحكومة الأسترالية يعتمد دخلها أساسا على الأنتاج الحيوانى
وجودته وهذه الجودة تعتمد على سمعته وأن استراليا تملك أحسن قطعان وأجود لحوم بمراعيها
الشامخة المفتوحة وأن الحكومة الأسترالية تشجيع وتدعم هذا الأنتاج الحيوانى وذلك من اجل
أقصى وأعلى استفادة من المراعى التي حباها الله لهذه القارة ومن أجل أن يصل اللحم إلى العالم
كله وإلى المواطن الأسترالى في أجود صورة ممكنة. ثم أضاف وليس الهدف عند الحكومة الأسترالية
هو تصدير السرطان إلى دول العالم وإلى مصر ولذلك فإن اللحوم الأسترالية هي الأولى في العالم
ونحن نحافظ على حيواناتنا وعلى عملائنا.. والعجيب أن المفهوم الإعلامى لهذا هو أن الحكومة
الأسترالية تحافظ على صحة عجولها ولا تحافظ على صحة المصريين مع أن المفهوم الطبيعى
أن المحافظة على صحة العجول هي المحافظة على صحة المستهليكن لهذه اللحوم..
فالغاية النهائية من سلامة اللحوم هي صحة الأنسان

الشخصية الخامسة هى هيئة الخدمات البيطرية ويمثلها الأستاذ الدكتور - أسامه سليم الذى تسلح بالعلم والإيمان فأعطياه الأعتزاز بالنفس والدفاع عن الحق.
وقد سارع إلى عقد لجنة ضمت 20 عالما فى الطب البيطرى وكذلك خبراء اللحوم وأساتذة التحاليل والهرمونات.
وفي هذه اللجنة العلمية العالية والمتخصصة فتح الأبواب لكل الإعلاميين والصحفيين وكذلك التليفزيون وجمعيات حماية المستهلك وسمح لهم بحضور جميع المناقشات العلمية فى سابقة حضارية مهمة وفى شفافية عالية المهم عرض اللواء أسامه سليم الموضوع برمته بكل الشكاوى المقدمة فى شخصه وبكل الاتهامات التى كيلت عليه كما عرض المشكلة بكل جوانبها الأستيرادية والمحجرية والمجزرية والبيطرية بدءا من نقل العجول من المراعى الأسترالية حتى وصولها إلى المحاجر المصرية، وأضاف مخاطبا العلماء والعمداء أن الهيئة ووزارة الزراعة لا تريد غير الحق وأمام كل الأوراق والتحليلات والرأى رأيكم وما ستكتبونه بأيديكم سوف تأخذ به الهيئة وأنه يتحمل جميع مسئوليات وتبعيات القرار العلمى لهذه اللجنة.
أصبح الآن العلميين فى مواجهة الإعلاميين ماذا يمكن أن يحدث حدث الآتى
ثلاث ساعات من المناقشات العلمية والعالية والدقيقة.
كتب العلماء شهادتهم فى النهاية وقررت اللجنة الآتى بعد السماح بذبح العجول الأسترالية وأن اللحوم صالحة للاستهلاك ولا تضر بصحة المواطنين.
ماذا فعل الإعلاميين الحاضرين والمهتمين بالموضوع.
فى نفس اليوم ملؤا الدنيا ضجيجا وملؤا القنوات الفضائية عويلا والقنوات الزراعية بكاء وملؤا الصحف هجوما ورعبا من شحنة اللحوم المهرمنة وأعلنوا فى صبيحة اليوم التالى أن الهيئة وافقت عل تمرير صفقة العجول المهرمنة التى تحمل الكوارث المسرطنة وكذلك تحمل الأوبئة المعدية والأمراض الوافده.
وأن هذه العجول مصابة بمرض اللسان الأزرق وأنه يجب تقديم الولاء أسامه سليم إى المحكمة العاجلة الغريب أن مرض اللسان الأزرق مرض فيروس مخصص للغنم ولا يصب العجول بالأذى.
وصلت الحبكة الدرامية فى المسرحية الهزلية الى أقصى منتهاها، وأصبح قرار اللجنة العلمية فى مواجهة الهجمة الإعلامية.
عندئذ أمر رئيس الوزراء بتشكيل لجنة عليا سماها الإعلاميين اللجنة العلمية المحايدة وكأن اللجنة العلمية الأولى هى اللجنة العميلة أو غير المحايدة.
أمهل رئيس الوزراء اللجنة ثلاثة أيام قضتها اللجنة فى المحاجر والمجازر معامل التحليلات.
فى الموعد المحدد رفعت اللجنة قرارها الى دولة رئيس الوزراء كان قرار اللجنة السماح بذبح جميع العجول وذلك لصلاحيتها وصلاحية لحومها للاستهلاك وأرفقت اللجنة كل التقارير العلمية والوثائق المطلوبة.
- هل قضى الأمر؟
أم لازال الحق مختلط بالباطل إذا كان لابد أن نخلص من فصول هذه المسرحية بفائدة فإنى رأيت فى المسرحية وقبل أن إسدال الستار.
رجلا يلبس ملابس بيضاء وعلى وجهه كل الصفاء وينادى ويقول:
يا أهل الإعلام
هذا هو النداء الأخير. يا أصحاب الكلمة. يا أصحاب السلطة. الكلمة مسئولية.

لا تنسى دعمنا بلايك إن أفادك الموضوع و شكرا

هناك تعليق واحد :